الجمعة، 13 فبراير 2009

ممنوع دخول السود والكلاب ... جملة أمريكية هل تنتقل الى مصر ؟



على المستوى الداخلى هى لم تكن مميزة على الاطلاق , يمكنك أن تقول أن أهم ما يميزها هو أنها لا تمتاز بشىء , أما على المستوى الخارجى فيمكنك أن تقول ذلك أيضا ولكنها تمتلك اختلافا واحدا , هو أنها .... سمراء.

ستمر من أمامهم بعد قليل , هى مجبرة على ذلك لأنهم يقفون دائما فى الطريق الوحيد الى بيتها , كم تتمنى أن تسمع خبر موتهم , هم مجموعة من الشباب الذين يمتهنون وظيفة " الوقوف على نواصى الشوارع " هى تحفظ تعليقاتهم الحمقاء , ولكن ليس معنى أنها تحفظها وتتوقعا هو أنها لا تتألم عند سماعها , لو يعرف هؤلاء الحمقى ماتفعله هذه التعليقات بها لتمنو أن تقطع ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم من خلاف قبل أن يقولوها.

هى الآن أمامهم , تسمع أحدهم يتهكم "هى الكهربا قطعت ولا ايه ؟ "فيضحك الآخرون وتتوالى التعليقات السمجة .

هى الآن فى بيتها , تدخل حجرتها وتغلقها من الداخل فتنهال دموعها , تتجه الى المرآة وتنظر اليها . هل ذنبها أن الله خلقها سمراء ؟ لماذا لا يفهم هؤلاء الحمقى أنها لا تملك اختيار لون بشرتها , يعاملونها وكأن الملائكة خيرتها عند ولادتها :هل تختارى أن تكونى بيضاء أم سمراء , فاختارت هى سمراء !!!

مسحت دموعها وتذكرت يوم أن وجدت أخاها يمسك سلكا خشنا ويفرك به يديه بشدة ظنا منه أن هذا يزيل بشرته السمراء , رأت الدماء تملأ يديه فلم تصدق عينيها أمسكت يديه فى محاولة منها لايقاف نزيف الدماء , ضمته الى صدرها فأخبرها أنه فعل ذلك لأن أصدقائه سخرو منه , يومها بكت كما لم تبك من قبل , تمنت لو أن من أهانو أخيها موجودين بين يديها الآن كانت ستريهم مالم يحلمو به فى أقسى كوابيسهم .

أخذت تتساءل ماذا حدث لمصر ؟ مصر لم تكن كذلك من قبل , الذى يدفع الى السخرية هو أن مصر تابعة للقارة الافريقية ومع ذلك يسخر هؤلاء من البشرة السمراء.

أمسكت بورقة وقلم وأخذت تدون بعض العناصر:

التفسير الأول هو أن المواطن المصرى يشعر بالظلم والدونية فى كل مكان يذهب اليه سواء داخل مصر او خارجها , وهاهوذا أخيرا يجد من هم أدنى منه مرتبة – كما يظن هو – فى لون البشرة , فبالتالى هى نقطة جيدة للاحساس بالتفوق . طبقا لهذا المبدأ بعد فترة وجيزة ستجد ان كتب التنمية البشرية تتحدث عن هذا الموضوع فى باب الثقة بالنفس :

لكى تزيد ثقتك بنفسك عليك أن تسخر من يمتلكون بشرة سمراء !!!

التفسير الثانى هو أنها حقا فى مرتبة أقل من هؤلاء وعليها أن تقبل بهذا الوضع !!!

أمسكت الورقة ومزقتها بعصبية الى قطع صغيرة , ثم سمعت طرقات خفيفة على باب حجرتها ففتحته لتجد أخيها الصغير يبتسم ابتسامته البريئة فى وجهها فضمته الى صدرها , ومسحت دموعها بسرعة حتى لا يشعر بما يدور فى قلبها وعقلها , ولكنه أحس بها فتساءل " ضايقوكى تانى مش كده ؟" ولكنها – وياللغرابة – ضحكت وجاوبته " لا لم أتضايق هذه المرة , هل تعرف لماذا لأنهم أحقر من ذلك , هل تعرف أنه من المفترض أن يحدث العكس , نعم انا أتحدث بجدية تامة , المفترض أن نحتقر نجن كل من يملك بشرة بيضاء , فهؤلاء شرذمة حقيرة أذاقون الويلات عبر التاريخ , انظر الى كلمة ابيض فى القاموس ستجد أن تعنى كل ماهو جميل وطاهر , بينما تعنى كلمة أسود كل ماهو شريروقبيح , نحن سنصنع تاريخا جديدا , تاريخ يكون شعاره هو " ممنوع دخول البيض والكلاب".